عقود طويلة قضاها "ارييل شارون" رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق "آرييل شارون" متنقلا ما بين العمل العسكري والسياسي، ليتوفي بعد صراع طويل مع المرض استمر حوالي 8 سنوات، وعن عمر يناهز 86 عاما، وذلك بعد دخوله في غيبوبة إثر إصابته بسكتة دماغية منذ عام 2006.
وعلى الرغم من أن قرارات وتصرفات رئيس الوزراء رقم 11 في
تاريخ إسرائيل سواء إبان عمله العسكري أو بعد ذلك في مجال السياسة، والتى
ساهمت في تعزيز أركان دولة إسرائيل إلا أنها كانت مثيرة للجدل وأدت لانقسام
في الآراء، كما تسببت في طرده من مناصبه أيضا بعد مجازره في لبنان.
ولفترة
طويلة من حياته كان شارون بمثابة بطل المستوطنات اليهودية في الأراضي
المحتلة، لكن جاء آخر قراراته بالإنسحاب من قطاع غزة ليتسبب في صدمة للعديد
من مؤيديه وبعدها بفترة قليلة انتهى مشواره السياسي فجأة بسبب إصابته
بسكتة دماغية أدت لدخوله في غيبوبة طويلة لم يخرج منها حتى الآن.
جدير
بالذكر أن شارون تسبب في قتل مئات الفلسطينيين في مخيمين للاجئين
الفلسطينيين بالعاصمة بيروت وسمح للميليشيات المسيحية المسلحة بقتل
الفلسطينيين في المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وهي
الأحداث التي عرفت فيما بعد بمجازر صبرا وشاتيلا، والتي زادت من كراهية
الفلسطينيين لشارون، كما أنها تسببت في طرده من منصبه عام 1983 بعد إدانته بالقتل من خلال التحقيقات التي أجرتها محكمة اسرائيلية في عملية غزو لبنان.
وعلى
الرغم مما فعله شارون وما تعرض له إلا إنه ظل رقما مهما بالنسبة لليمين
الإسرائيلي، وظل يلعب دورا بارزا في نجاح الحكومات الإسرائيلية وقدم دعما
قويا للمستوطنين اليهود إبان عمله كوزير للإسكان في بداية التسعينيات، وقاد
أكبر عملية بناء مستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ احتلال الأراضي
العربية عان 1967.
وحرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اختيار شارون في حكومته بعد وصول الإئتلاف اليميني الذي قاده للسلطة عام 1996، واختاره لمنصب وزير الخارجية عام 1998 وقال عنه "السيد شارون هو أفضل لتولي هذه المهمة."، وبعد هزيمة نتنياهو في الانتخابات العامة التي أجريت في إسرائيلي عام 1999 أصبح شارون زعيم حزب الليكود اليميني الذي قاد المعارضة، ضد حكومة رئيس الوزراء إيهود باراك في ذلك الوقت.
شن شارون حملة ضد حكومة باراك عقب فشل مفاوضات كامب ديفيد للسلام عام 2000 بين
اسرائيل والفلسطينين،ووصفه بانه مستعد لبيع القدس من أجل السلام مع
الفلسطينيين، وفي نقس العام قام شارون بخطوة أشعلت أزمة هائلة في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، حيث قرر بصورة مفاجئة زيارة المسجد القصى، وهو ما أدى
لإطلاق الإنتفاضة الفلسطينية الثانية.
وتسببت هذه الخطوة في منح شارون شعبية كبيرة بين اليهود، وحقق فوزا ساحقا في الإنتخابات العامة التي أجريت عام 2001، وتعهد
بضمان أمن إسرائيل والوصول لسلام حقيقي، لكنه أكد في الوقت ذاته على أنه
غير ملتزم بما وصلت إليه المفاوضات السابقة مع الفلسطينيين، واقترح بناء
الجدار العازل في الضفة الغربية الذي أثار جدلا هائلا.
وقرر شارون
بصورة مفاجئة الانسحاب من قطاع غزة وأربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية،
وهو ما أشعل الغضب ضده داخل إسرائيل وتعرض لموجة انتقادات سياسية وشعبية،
ولم يتخذ أية قرارات انسحاب أخرى.
لكن هذه القرارات أحدثت انقساما داخل حزب الليكود نفسه الذي كان يتزعمه شارون، مما دفعه للانفصال عنه وتأسيس حزب جديد تحت اسم "كاديما" في نوفمبر عام 2005 بالتعاون مع بعض حلفاءه السياسيين، واستطاع شارون قيادة كاديما للفوز بالانتخابات العامة ليصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى، وفي ديسمبر 2005 أصيب بأول سكتة دماغية والتي لم يعافى منها حتى الأن ودخل في غيبوبة طويلة انتهت بموته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق